الليزر في طب الأسنان: هل يمكن الاستغناء عن الأدوات التقليدية؟

تطورت تقنيات طب الأسنان في السنوات الأخيرة بصورة مذهلة، وأحدثت نقلة نوعية خاصة بعد استخدام الليزر كأداة تقنية لتشخيص وعلاج مشاكل الفم والأسنان. لكن هل يمكن أن يحل الليزر محل الأدوات التقليدية تماما؟ في هذا المقال، سنلقي نظرة على أبرز استخدامات الليزر في طب الأسنان، مميزاته، عيوبه، وتحديات استخداماته، بالإضافة للإجابة على هذا السؤال المهم.

ما هو الليزر وكيف يعمل في طب الأسنان؟

الليزر هو جهاز يقوم بتضخيم الضوء بالإنبعاث المستحث للإشعاع، مما ينتج عنه حزمة ضوئية مركزة تستخدم لإزالة الأنسجة التالفة أو تشكيلها، وذلك عندما تصطدم أشعة الليزر بالنسيج يتم امتصاصه بواسطة النسيج، نتيجة لذلك يتم تسخين النسيج وتبخيره بدقة عالية.

انواع الليزر المستخدم في طب الأسنان

لليزر أنواع مختلفة اعتمادًا على الموجات الضوئية المستخدمة فيها، طولها الموجي، وعلى حالته من حيث الصلابة و الغازية، ويتم استخدامهما على حسب الغرض المراد منها.

1- ليزر الديودز

ليزر الديودز يعد من أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يتصف بصغر حجمه، ودقته العالية. ينتج حزمًا ضوئية يتراوح طولها الموجي ما بين (800-980) نانومتر، يستخدم عادةً في علاج:

أمراض اللثة

حساسية الأسنان

تقرحات الفم

2- ليزر الأرجون

تنتج حزم ضوئية يتراوح طولها الموجي ما بين (488-514) نانومتر، يتمتع بقدرة عالية في القضاء على البكتيريا، يستخدم في:

علاج اللثة

تشخيص التسوس

تشخيص تشوهات الأوعية الدموية

3- ليزر ثاني أكسيد الكربون

يعتبر أول ليزر تمّ استخدامه في طب الأسنان، تنتج طاقة ضوئية مركزة بطول موجي قدره 10,600 نانومتر، يتم امتصاص الموجات الصادرة منه بواسطة الماء، لذا؛ يعد مناسبًا لعلاج الأنسجة الرخوة مثل:

إزالة الأنسجة الرخوة

إزالة الأورام الليفية الحميدة

قطع اللثة

4- ليزر الإربيوم

هو أحد أنواع الليزرات المتطورة، ينتج حزمة ضوئية يبلغ طولها 2,940 نانومتر، يتميز بقدرته على التفاعل مع الماء والأنسجة الصلبة، مما يجعله مناسبًا لعلاج الأسنان والعظام. يستخدم في:

علاج تسوس الأسنان

حساسية الأسنان

جراحات العظام

استخدامات الليزر في طب الأسنان

الليزر أحدث ثورة في تشخيص وعلاج أمراض الفم والأسنان، حيث يستخدم في التشخيص المبكر للأمراض، وعلاجها بدقة وبكفاءة عالية.

١- علاج تسوس الأسنان

يعتمد علاج تسوس الأسنان بالليزر على أشعة موجية عالية الطاقة تستهدف الأجزاء التالفة من السن دون إلحاق الضرر بالأجزاء السليمة، ودون الحاجة لإجراء ثقوب في اللثة.

٢- علاج أمراض اللثة

تؤثر موجات الليزر على البكتيريا الممرضة وتقضي عليها، وتستخدم لإزالة الأنسجة الملتهبة حول اللثة، وله استخدامات عديدة في جراحة اللثة.

٣- تبيض الأسنان

يعمل الليزر على تحفيز المواد المبيضة التي تتم إضافتها للأسنان بغرض التبيض ، مما يعطي نتائج أسرع وأكثر فعالية.

٤- جراحات الفم

استئصال الأورام الصغيرة، إجراء شقوق الخراجات، أو تعديل أنسجة الفم، يمكن إجراؤها بواسطة الليزر.

٥- علاج حساسية الأسنان

يعد الليزر خيارًا مفضلًا في علاج حساسية العاج، خاصة إذا تم دمجه مع بعض الطرق التقليدية، لأنه يساعد في إغلاق القنوات الدقيقة في الأسنان التي تسبب الحساسية.

مميزات استخدام الليزر في طب الأسنان

– تقليل الألم:

يعتبر الليزر أقل إيلامًا مقارنةً بالأدوات التقليدية، ويمتلك القدرة على توفير تخدير موضعي، مما يقلل الحاجة إلى التخدير.

-تقليل النزيف

يتمتع الليزر بقدرته على إغلاق الأوعية الدموية أثناء العملية، مما يقلل من النزيف.

-تقليل مدّة التعافي:

يتميز الليزر بالدقة العالية، لذلك يقلل الضرر في الأنسجة المحيطة، مما يجعل مدة الشفاء قليلة مقارنةً بالطرق التقليدية.

-تقليل القلق:

الليزر لا يُصدر أي اهتزازات أو أصوات غير مرغوبة عند إجراء العمليات مما يجعل المرضى يشعرون بالراحة عند إجراء العملية.

تحديات استخدام الليزر

أ/ التكلفة العالية

أجهزة الليزر كغيرها من الأجهزة التقنية الحديثة تكون باهظة الثمن، مما يجعلها غير متاحة لكثير من العيادات.

ب/ الحاجة إلى تدريب متخصص

يتطلب استخدام الليزر مهارات خاصة، مما يعني أن الأطباء بحاجة إلى تدريب إضافي ليتمكنوا من استخدامه.

ج/ عدم ملاءمته لجميع الحالات

بعض الحالات مثل إزالة الحشوات القديمة أو علاج التسوس العميق، لا يجدي معها استخدام الليزر بل تتطلب طرقًا أخرى.

هل يمكنْ الاستغناء عن الأدوات التقليدية؟

على الرغم من المميزات الرائعة لليزر، إلا إنّه لا يمكن الاستغناء عن الأدوات التقليدية تمامًا. وذلك لتنوع الحالات، إذْ إن بعض الحالات تتطلب استخدام الأدوات التقليدية للحصول على نتائج أفضل، بالإضافة للتكلفة العالية، ليس جميع المرضى لديهم القدرة على تحمل التكلفة العالية، بل حتى بعض العيادات قد تعجز عن توفير أجهزة الليزر، وأيضًا التدريب قد يكون حاجزًا لبعض أطباء الأسنان ويحول دون استخدامهم لأجهزة الليزر.

الليزر يمثل نقلة نوعية في تقنيات طب الأسنان، حيث يوفر دِقَّة أعلى، ألم أقل، وفترة تعافي أسرع. ومع ذلك، لا يمكن الاستغناء عن الأدوات التقليدية تمامًا بسبب التكلفة العالية للليزر وعدم ملاءمته لجميع الحالات. في المستقبل، من المرجح أن يعمل الليزر والأدوات التقليدية جنبًا إلى جنب لتقديم أفضل رعاية صحية للمرضى.