في الآونة الأخيرة، ظهرت البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) كأحد الطرق الفعّالة في علاج التهابات اللثَة وأمراض الفم. تعمل هذه الكائنات الدقيقة على استعادة التوازن البكتيري في الفم، مما يقلل من الالتهابات ويحسن صحة الأسنان واللثة. في هذا المقال، سنتعرف على آلية عمل البروبيوتيك، فوائده، وتطبيقاته في علاج أمراض الفم، مع التركيز على التهاب اللثة، كأحد أكثر المشاكل شيوعًا.
ما هو البروبيوتيك؟
البروبيوتيك هي بكتيريا وفطريات حية نافعة تشبه البكتيريا الموجودة طبيعيًا في جسم الإنسان، خاصة في الأمعاء والفم. هذه البكتريا لها العديد من الوظائف منها: محاربة البكتيريا الضارة المسببة للأمراض، تعزيز صحة الجهاز المناعي، تحسين وظائف الجهاز الهضمي والفموي، وتحفيز إنتاج مضادات الالتهابات، التي تساعد في تقليل تورم اللثَة ونزيفها.
دور البروبيوتيك في علاج التهاب اللثة
التهاب اللثَة (Gingivitis) هو مرض شائع ينتج عن تراكم البلاك الجرثومي(طبقة لزجة من البكتيريا الضارة التي تسبب الالتهاب).
أعراض التهاب اللثَة:
– احمرار اللثَة وتورمها.
– انحسار اللثَة.
– النزيف.
– رائحة الفم الكريهة.
– ألم وحساسية في اللثة.
كيف تعمل البكتيريا النافعة ضد التهاب اللثَة؟
1. إعادة التوازن البكتيري: بتقليل نمو البكتيريا المسببة للالتهاب مثل (Porphyromonas gingivalis). وزيادة البكتيريا النافعة التي تنتج مواد مضادة للميكروبات.
2. تقليل الالتهاب: بتثبيط إنتاج السيتوكينات الالتهابية مثل (IL-6) و(TNF-α) التي تزيد من أعراض التهاب اللثة، وتحسين التئام أنسجة اللثة التالفة.
3. منع تراكم البلاك: البكتيريا النافعة تعمل على تقليل تكوّن طبقة البلاك على الأسنان، مما يمنع تطور الالتهاب
4. تعزيز صحة الجهاز المناعي: تعمل على تعزيز استجابة الجهاز المناعي في الفم مما يقلل من العدوى والالتهابات.
كيفية استخدام البروبيوتيك لعلاج التهاب اللثة
1. الجرعة الموصى بها:
– عادةً ما تكون (1-4) مرات يوميًا حسب الحالة المرضية المراد علاجها، وتوصية الطبيب.
– يُفضل استخدامه بعد تناول المضادات الحيوية لتعويض البكتيريا النافعة التي تموت بسبب المضادات الحيوية.
2. المدة الزمنية:
– يحتاج إلى أسبوعين إلى 4 أسابيع لظهور النتائج في حالات التهاب اللثة.
3. الآثار الجانبية:
– آثارها الجانبية نادرة، ولكن يجب تجنبه للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو أمراض القلب إلا تحت إشراف طبي.
فوائد البروبيوتيك لأمراض الفم الأخرى
أ. تسوس الأسنان
تقوم البكتيريا النافعة بمكافحة بعض أنواع البكتيرياالضارة مثل: (Streptococcus mutans) التي تسبب تسوس الأسنان، وتعزز إفراز بعض الإنزيمات التي تحارب الأحماض الضارة بالمينا.
ب. رائحة الفم الكريهة(Halitosis)
تشير بعض الدراسات إلى دور بعض أنواع البكتيريا مثل (Streptococcus salivariu) في التخلص من المركبات الكبريتية المتطايرة (VSCs) التي تسبب الرائحة الكريهة للفم، وتستخدم في بعض غسولات الفم لتحسين رائحة النفس.
ج. الوقاية من سرطانات الفم
– تشير الدراسات الحديثة إلى المستقبل الواعد للبروبيوتيك ، ومساهمته في تقليل خطر الإصابة بسرطانات الفم عن طريق تعزيز الجهاز المناعي.
مصادر البروبيوتيك لصحة الفم
يمكن الحصول على البكتيريا النافعة من المصادر الطبيعية بتناول الأطعمة والمشروبات الغنيةبها، أو الحصول عليها كمكملات غذائية بأشكال صيدلانية مختلفة.
أ. المصادر الطبيعية الغنية بالبروبيوتيك
١- منتجات الألبان المخمرة مثل: الزبادي واللبن الرائب يحتويان علىLactobacillus) acidophilus).
٢- مخلل الملفوف غير المبستر: غني بالبكتيريا المفيدة لصحة الجسم.
٣- الكفير(الفطر الهندي): مشروب مخمر غني بالبروبيوتيك، يتم تخميره بإضافة بعض أنواع البكتيريا النافعة والخميرة.
٤- بعض الأحماض الغنية بالبروبيوتيك: مثل خل التفاح.
ب. المكملات الغذائية
متوفرة بأشكال صيدلانية مختلفة: أقراص، كبسولات، أو غسول فم.
أشهر سلالات البروبيوتيك المفيدة للفم:
⚫️ Lactobacillus reuter
⚫️ Lactobacillus salivariu
⚫️ Bifidobacterium lactis
هل يمكن الاعتماد على البكتيريا النافعة وحدها في المحافظة على صحة الفم والأسنان؟
لا ، البروبيوتيك مكمل له العديد من الفوائد على صحة الفم والأسنان، لكن ليس بديلاً عن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط ولابد من:
– الزيارة الدورية لطبيب الأسنان لتنظيف الأسنان وإزالة الجير.
– المضادات الحيوية في الحالات الشديدة التي تستدعي ذلك.
مستقبل البروبيوتيك في طب الأسنان
– تُجرى أبحاث لتصميم بروبيوتيك مخصص لكل مريض حسب الميكروبيوم الفموي، وهو ما يعرف بالطب الشخصي.
– قد تصبح البروبيوتيك جزءاً أساسياً من الوقاية والعلاج في طب الأسنان.
البروبيوتيك يمثل ثورة في علاج التهابات اللثة وأمراض الفم، حيث يعمل على استعادة التوازن البكتيري، تقليل الالتهاب والنزيف، تحسين رائحة الفم ومنع تسوس الأسنان. لكن يرجى الانتباه لاستخدامه كمكمل تحت الإشراف الطبي، وليس بديلاً عن العناية الفموية التقليدية.
– مقالات ذات صلة:
– تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد في التخطيط العلاجي لمرضى الأسنان
– التخدير بدون إبرة مستقبل الراحة في الجراحات السنية
– تقويم الأسنان الشفاف مقارنة بين Invisalign والتقنيات الأخرى